علاج الغدة الدرقية وأعراض نقص نشاطها
الغدة الدرقية هي المسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي (الأيض) في الجسم جنبا إلى جنب مع ما تحت المهاد والغدة النخامية، حيث تعمل الغدة الدرقية بواسطة الهرمونات التي تفرزها.
ولتتمكن الغدة الدرقية من إنتاج هذه الهرمونات فهي تحتاج لليود، العنصر الموجود في الماء والغذاء.
مقدمة عن نقص نشاط الغدة الدرقية
نقص نشاط الغدة الدرقية هي الحالة التي تكون فيها الغدة الدرقية غير نشطة بما فيه الكفاية وتنتج كمية صغيرة من هرمون معين أو عدة هرمونات.
وتسمى الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية بهرمونات الغدة الدرقية، هذه الهرمونات تشرف وتؤثر على وتيرة الأيض من خلال:
- تحفيز كل الأنسجة تقريبا في الجسم لإنتاج البروتينات.
- زيادة كمية الأوكسجين الذي تستخدمه الخلايا.
عندما تعمل الخلايا بشكل أشد، فأجهزة الجسم تعمل بوتيرة أسرع، أما نقص هرمونات الغدة الدرقية فهو يؤدي إلى إبطاء وظائف الجسم.
نبذة عن هرمونات الغدة الدرقية
هذه بعض هرمونات الغدة الدرقية ونبذة عنها:
- واحد من الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية هو هرمون الثيروكسين (T4) الذي يخضع لعملية يتم خلالها تحويله لشكله النشط.
- هرمون الترييودوتيرونين (T3)، ويتكون هذا الهرمون من دمج ال T4 مع اليود.
- هرمون اخر مهم لعمل الغدة الدرقية هو TSH، والذي يحفز الغدة الدرقية لإفراز هرمونات أخرى.
كيف تعرف الغدة الدرقية أن عليها إنتاج الهرمونات اللازمة؟
الغدة تتلقى الأوامر من الغدة النخامية - بواسطة هرمون ال- TSH، هذا الهرمون يصل إلى الغدة الدرقية ويؤدي لإنتاج هرمونات- T3، T4 - هرمونات الغدة الدرقية.
الية عمل هذه العملية هو أنه عندما تنخفض كمية الهرمونات في الدم - الغدة النخامية تفرز المزيد من TSH.
الغدة الدرقية: أعراض نقص نشاطها
العرضان الأكثر شيوعا واللذان قد يشيرا إلى نقص نشاط الغدة الدرقية هما:
- الأيض البطيء.
- زيادة الوزن غير المبررة.
أما الأعراض الأخرى المختلفة فهي تشمل:
- الصداع.
- تساقط الشعر.
- جفاف الجلد.
- ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية.
- مشاكل الخصوبة.
- ضعف العضلات والمفاصل.
- التعب المزمن.
- اضطرابات الذاكرة والمزاج.
بشكل عام، يمكننا القول أن هذه الظاهرة تتميز بتباطؤ جميع النظم البدنية وجميع الأنشطة الحياتية.
أعراض الغدة الدرقية الأخرى، التي بحسبها من الممكن في بعض الأحيان تمييز الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض بصورته الحادة، هي:
- البطء في الحركة.
- تورم في الوجه وتحت العينين.
- تساقط الشعر (ولا سيما في الثلث الخارجي للحاجبين).
- صعوبة التركيز.
تجدر الإشارة إلى أن درجة ومدى الإصابة تختلف من شخص لاخر - تظهر الصورة الكاملة لدى الشخص الذي لا يتلقى العلاج لفترة طويلة.
أحياناً يكون من الصعب الكشف في وقت مبكر أن شخص معين يعاني من نقص نشاط الغدة الدرقية، وذلك بسبب بطء تطور أعراض الغدة الدرقية في حالات معينة.
أسباب نقص نشاط الغدة الدرقية
هذه بعض الأسباب التي تؤدي للإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية:
- مرض هاشيموتو: هو السبب الأكثر شيوعاً لنقص نشاط الغدة الدرقية، والذي فيه تتضخم الغدة ويتم تدمير المناطق الوظيفية للغدة تدريجياً.
- علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: الذي يجرى بواسطة اليود المشع أو الجراحة.
- الوراثة: تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية.
- التهاب الغدة المناعي: هو أحد أمراض المناعة الذاتية (مرض في الجهاز المناعي).
من الجدير بالذكر أنه يمكن لأي شخص أن يكون بصحة جيدة لسنوات عديدة ومن ثم تظهر لديه فجأة مشكلة في الغدة الدرقية.
العلاقة بين أعراض الغدة الدرقية والسمنة
هناك أسطورة مفادها أن البدناء لديهم زيادة في الميل للإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية، ولكن هذا اعتقاد خاطئ.
هذا الاعتقاد نابع من حقيقة أن نقص النشاط يمكن أن يؤدي لزيادة الوزن ببضعة كيلوغرامات وعلى ذلك تتراكم بضعة كيلوغرامات أخرى من السوائل، وليس العكس!
تشخيص نقص نشاط الغدة الدرقية
يمكن تشخيص نقص نشاط الغدة الدرقية مبكراً، عبر فحص مستوى الهرمون الموجه للدرقية ( TSH). وهنالك فحوصات خاصة وهي:
- التصوير بالنظائر المشعة.
- الفحص بالامواج فوق الصوتية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- تصوير الرنين المغناطيسي (MRI).
علاج الغدة الدرقية
في حالات معينة من قصور الغدة الدرقية، يقرر الطبيب أنه من الضروري إجراء فحص خزعة الغدة.
فالعملية الالتهابية للغدة قد تحدث تغييرات في مبناها، وعند جس الغدة يمكن الشعور بتغيير فيها. هنا يمكن إجراء فحص الموجات فوق الصوتية والذي قد يتبعه فحص خزعة الغدة.
علاج الغدة الدرقية بالدواء أو الاستئصال
هناك العديد من الحالات التي تستدعي استئصال كامل الغدة وبواسطة العلاج بالهرمونات يستطيع المصاب أن يعيش حياة جيدة وصحية، وهذه الحالات مثل سرطان الغدة الدرقية.
لأن المرض ينبع من نقص في الهرمونات، فالعلاج الأكثر شيوعاً هو دوائي - اعطاء الهرمون بشكل اصطناعي، مثل هذا العلاج، يدعى العلاج البديل، لا يسبب أضرارا ولكنه قد يؤدي لعدم الراحة.
الجسم الطبيعي يعرف كمية الهرمون المطلوبة؛ ولكن في العلاج الدوائي هذا مستحيل. لذا، قد تظهر مشاكل، خاصة أن الجرعة تتغير مع: العمر، زيادة الوزن، قدرة الجسم على الامتصاص.
علاج الغدة الدرقية بالجراحة
أورام الغدة الدرقية شائعة نسبياً وفي معظم الحالات يمكن علاجها بواسطة الجراحة على نحو فعال وبسيط:
- يتم اجراء العملية من خلال إحداث شق صغير عرضي في الرقبة، من خلاله يمكن الوصول الى فص الغدة الدرقية الموجود فيه الورم المشبوه.
- هذا الفص يتم استئصاله وإرساله إلى الطبيب الشرعي. عادة، أثناء الجراحة فالطبيب الشرعي يمكنه تحديد ما إذا كان الورم خبيثا أو حميدا.
- إذا كان الورم حميدا، هذه هي المرحلة التي تنتهي بها الجراحة. لكن، إذا كان الورم خبيثا، يتم مواصلة الجراحة واستئصال الفص الثاني من الغدة.
الجراحة عادة لا تنطوي على مضاعفات، ولكن:
- هناك خطر ضئيل (أقل من 1٪) لشلل العصب الحنجري الراجع وذلك فقط عند البتر الكامل.
- هناك خطر ضئيل ( نحو 5٪) لانخفاض مستوى الكالسيوم - وهي الظاهرة التي تتطلب العلاج بالكالسيوم.
جراحة استئصال الغدة الدرقية وهي معده للمرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم ومستويات عالية من هرمون الغدة الدرقية.
وشملت الجراحة في الماضي تعريض كل الغدد الدرقية الأربعة للإشعاع، لكن اليوم، يمكن اجراء عملية جراحية صغيرة، وذلك بفضل التشخيص الجراحي الأفضل الموجودة اليوم.
تطورات بخصوص الغدة الدرقية
على ما يبدو، لا يتوقع تطوير دواء يتم إعطاء جرعته وفقا لتقدير حاجة الشخص لجرعة معينة، كما يحدث مع مضخات الأنسولين لدى مرضى السكري.
ومع ذلك، فهذا مجال يتوقع فيه العالم تقدما مهما، حالياً لا توجد أي أدوات أو طرق لتمنع هذه المشكلة مسبقاً.
على سبيل المثال، سيكون من الرائع إذا كان من الممكن زرع خلايا جديدة لدى أولئك الذين يعانون من قصور الغدة.
ومع ذلك، من الناحية الطبية فهذا الموضوع يعتبر محلولاً، لأن هناك الان أدوية توفر الحل، وبالتالي، لا يبدو أن هناك مستقبل لتطوير علاجات إضافية أو أساليب للوقاية.
بخصوص الاختبارات المبكرة، طالما أنكم تشعرون بحالة جيدة فلا حاجة لفحص نشاط الغدة، لكن، ظهور أعراض التعب التي لم تكن في الماضي هي سبب وجيه للتوجه لإجراء الفحص.